تعتبر عمليات شد الجفون من أكثر العمليات التجميلية قدرة على استعادة مظهر الوجه الأصلي وإضفاء لمسة أكثر نضارة وشباب على العيون تحديدا والأنسجة المحيطة بها. العين والأنسجة المحيطة بها هي أكثر الأعضاء تأثيرا عند التعبير عن المشاعر ولكنها أيضا مرآة الوجه التي تعكس العُمر والجنس ومدى جمال وشباب الوجه. الطبيعة الحساسة لمنطقة الجفن السفلي على وجه الخصوص تجعله أكثر عرضة للمؤثرات الخارجية مثل الأشعة فوق البنفسجية والضوء والتكرار البصري للمرئيات المتحركة.
تعتبر عمليات شد الجفون ثالث أكثر عمليات التجميل شيوعا على مستوى العالم بنحو 204.000 عملية سنويا طبقا لإحصائيات عام 2012 الصادرة عن الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل، وتزايد هذا العدد بنحو 10-17% خلال الخمس سنوات وصولا لعام 2017. لا تتضمن هذه الإحصائيات العمليات غير الجراحية التي لا تتطلب عمل فتح في الجلد مثل حقن المواد غير العضوية والعلاج الضوئي والتقشير الكيميائي.
محتويات المقال
الهدف من عملية شد الجفن السفلي
التنوع في طرق استعادة حيوية ومظهر الجفن السفلي ما بين الطرق الجراحية وغير الجراحية يتطلب معرفة دقيقة بتشريح العين والجفن وجميع الأنسجة المحيطة والداخلة في العملية وكيفية تفادي أي مشكلات ناتجة عن هذه الإجراءات. في عملية شد الجفن السفلي يستهدف الجراح إزالة الجلد الزائد والمتهدل وجعل العضلات أسفل العين مسطحة بالتساوي مع باقي جلد الوجه، وشد الجلد الداعم لهذه المناطق إذا اقتضت الحاجة لذلك واستئصال الدهون المتراكمة لتسوية الجفن مع الوجنتين.
عملية شد الجفن السفلي عن طريق الجلد تعتمد على شق البشرة الخارجية بالتزامن مع المهارة الجراحية التي تحقق هذه الأهداف. على الرغم من أن هذه العملية تخص المرضى الباحثين عن استعادة نضارة وحيوية البشرة أسفل العين، إلا أنها تختلف من مريض لأخر ولذلك يجب تحديد التشريح الخاص بكل مريض والمشاكل التركيبية للجفن والعين.
لا يوجد مثل هذا التوازن الدقيق بين التركيب والوظيفة في أي عملية تجميل كالذي يوجد في الجفن السفلي وكيفية تعديله. يرجع هذا التوازن إلى الطبيعة الحساسة والتركيب المعقد للجفن والدور الحيوي الهام جدا في حماية النظام البصري وكفاءة الرؤية. لهذا يجب التعامل مع الجفن في عملية الشد بحرص تام ودقة فيما يخص الأنسجة الهشة وتركيبها المعقد، ولذلك يجب أن يركز الطبيب على التشريح الخاص بالجفن السفلي لكل مريض على حدا قبل الإقدام على تنفيذ عملية شد الجفن السفلي.
يجب أن نضع العين وكفاءة الرؤية في المقام الأول قبل التطرق لتركيب الجفن السفلي. حافة الجفن تلامس الخط الفاصل بين العين وشق الجفن بما يجعل العملية أمر بالغ الدقة حتى لا تتضرر الرؤية البصرية من جراء التعامل مع دهون الجفن. من المهم أيضا في العملية تحديد منطقة الانتفاخ السفلي تحت العين وخط التجعد في هذا الانتفاخ بشكل بالغ الدقة ومدى ارتباطه بأنسجة عضلة العين والأعصاب المحيطة. في غالبية الأحيان يكون مركز هذا التجعد والذي يكون في منتصف انتفاخ الجفن على مسافة تتراوح بي 5-6مم من حافة الرموش السفلية للعين.
تقييم المريض قبل العملية
من أهم المتطلبات التي يجب أن يضعها الطبيب بعين الاعتبار عند التخطيط لعملية شد الجفن السفلي من الناحية التقنية هي كل ما يشغل بال المريض من تساؤلات تفترض التوضيح. بمجرد أن يستطيع كل من المريض والطبيب التوصل لفهم مشترك لجميع نواحي العملية الفنية والجراحية، في هذه الحالة يكون من الممكن وضع مخطط متكامل للعملية. هذا المخطط يتم بناءه على حسب رغبات وتطلعات المريض من نتائج العملية بناء على بعض الاعتبارات التشريحية لوجه المريض وملاحظات الطبيب حول قيود ومشاكل العملية الخاصة بالمريض كحالة فردية.
يتم إجراء الاستشارة الأولية كنقطة بداية للتقييم الجراحي للمريض قبل العملية. خلال هذه الاستشارة يقوم الطبيب بفحص المريض بشكل كامل وتحري تاريخه المرضي والعلاجي والصحي بناء على تقارير واضحة، وإن لم توجد هذه التقارير الصريحة الخاصة بهذا الشأن، يجب إجراء ما يلزم من فحوصات مبدئية للحالة. هذه الفحوصات تخص الدم وكفاءة القلب والتنفس ومرض السكري والضغط وأمراض الكبد والغدة الدرقية وبعض الفحوصات التشريحية لوجه المريض وتركيب الجفن السفلي وتحديد مسارات الأوعية الدموية والأعصاب في المنطقة قيد تنفيذ العملية. يقوم الطبيب بفحص تاريخ المريض الجراحي، وخاصة العمليات الجراحية المتعلقة بالعيون والوجه وكذلك فحص قدرات العين البصرية وعلاقتها بدرجة ارتخاء الجفن.
[su_pullquote]للحصول على الاستشارة الأولية تواصل مع تي ويز من هنا[/su_pullquote]
بعد إتمام فحص التاريخ العلاجي للمريض، يجب عمل مراجعة كاملة لنظام الرؤية بما في ذلك فحص كمية الدمع أو جفاف العين وعدد ومضات العين ومدى الاحمرار والحكة وما إذا كان المريض يستخدم عدسات لاصقة أو نظارات طبية. جميع هذه الاعتبارات تجعل الطبيب في حاجة لأن يراعي نظام رؤية العين من ناحية العضلات والأعصاب وكيفية تفادي أي مؤثرات قد تضر برؤية العين.
جفاف العين بشكل خاص يجب أن يلاقي اهتمام خاص واكتشاف أسبابه من الأمور الأساسية مثل عدم كفاية إنتاج الدموع أو التبخر الزائد لسائل العين. هناك بعض الشكاوى الأخرى التي يضعها الطبيب في اعتباره مثل حكة العين، والإحساس بجسم غريب في العين، الرؤية الضبابية والألم وإرهاق العين. توضح إحصائيات الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل أن نسبة 12% من الرجال و17% من النساء لديهم أعراض جفاف العين، وهذه النسبة تعتبر عالية بين المرضى. إذا كان المريض يعاني من هذا النوع من جفاف العين فسيتوجب على جراح التجميل إحالته لأخصائي عيون لفحص الحالة ووصف العلاج المناسب.
من المفترض أيضا أن يلاحظ الطبيب حالات الحساسية التي ربما يشتكي منها المريض وتناول المريض للكحول والتدخين وجميع الأدوية الحالية بما في ذلك المكملات الغذائية والعشبية. يجب أيضا متابعة تناول المريض للأسبرين وأدوية سيولة الدم وكيفية تنظيم هذه الأدوية إذا كانت الحالة تقتضي استخدامها بشكل ضروري. ربما تزيد سيولة الدم العالية من مشكلات العملية على الرغم من كونها جراحة اختيارية يمكن التنازل عنها إذا كانت حالة المرض لا تحتمل تنفيذها.
الفحص البدني للمريض قبل عملية شد الجفن السفلي في تركيا
الفحص التشريحي والتركيبي لوجه المريض وخاصة منطقة العين والجفون يعتبر من عوامل نجاح أي عملية تجميلية يتم إجراءها في منطقة الوجه. الرسم الجيد لتشريح منطقة عظام تجويف العين والعضلة الدائرية والأعصاب المخلفة في هذه المنطقة يجب أن يكون شرحا تفصيليا وذلك لتفادي أي اعتلال قد ينتج عن العملية. من الواجب أن يكون لدى الطبيب فهم عميق لعوامل شيخوخة الوجه وتشريح ما حول منطقة الحجاج أو دائرة العين وحواف العظام وقدر الدهون الزائدة في الجفن وكيفية التعامل معها وهل سيؤثر استئصال هذه الدهون على طريقة عمل جهاز العين وما حوله بعد العملية. عوامل شباب الوجه تعتمد على كفاءة الجلد على التمدد والليونة في أنسجته وعدم وجود أي خلل في اصطباغ الخلايا وكذلك كيفية دعم الدهون لمظهر الوجه.
في المقابل، العلامات الظاهرية على الشيخوخة في الجفن السفلي تشتمل على بعض التغيرات الثانوية في قدرة الجلد على التمثل والتي تظهر في درجات التجاعيد المختلفة، تطور تقرن الجلد واختلاف درجات صبغة الجلد واللون. بشكل عام إذا لم توجد كميات زائدة من الدهون والجلد المتهدل في الجفن السفلي الذي يتوجب شده، ربما يؤدي تنفيذ العملية في هذه الحالة إلى سوء تموضع الجفن.
التركيب البنائي الداعم للجفن السفلي يرتبط ارتباط وثيق بعوامل الشيخوخة ومدى ثقل الدهون المتواجدة بالجفن، كما أن الأربطة الرصغية والجانبية للعين تصبح أقل ليونة مما يسبب مظهر متصلب وسقوط موضع الجفن السفلي. كذلك تصب العضلة الدائرية للعين والأعصاب المحيطة بها أضعف وأكثر تمدد بما يسمح بهبوط موضع الجفن وتراكم الدهون في هذه المنطقة. يتم التوصل لدرجة هذا الارتخاء في عضلة العين والأعصاب عن طريق اتباع مقياس المقارنة بالصور المتوفرة للمريض في أوقات سابقة. أو عن طريق مقياس ارتجاع الجفن، وهو طريقة تعتمد على رفع الجفن السفلي برفق للأعلى وحساب الفترة الزمنية التي يحتاجها الجفن للعودة لموضعه الطبيعي. إذا مر أكثر من ثانيتين على رجوع الجفن فيكون في هذه الحالة الاختبار إيجابي وتكون حالة المريض متوجبة لإجراء العملية.
هناك أيضا بعض الاختبارات الكمية التي من الممكن إجرائها للجفن السفلي ومن بينها الاختبار السريري للجفن ويكون عن طريق قياس المسافة بين الحافة الدائرية والجفن، فإذا زادت عن 3مم من حافة موق العين الجانبي أو 6مم من حافة الرموش السفلية للعين، يكون الجفن في هذه الحالة متهدل ويحتاج لعملية الشد. إذا تم تأكيد وجود ارتخاء كبير في جلد الجفن السفلي، فيكون من الواجب إجراء عملية إضافية في خطة عملية الشد وذلك لتسطيح الجلد وتمويهه مع باقي جلد الوجه.
خطوات إجراء عملية شد الجفن السفلي في تركيا
تختلف تقنيات إجراء عملية شد الجفن السفلي عن شد الجفن العلوي من عدة نواحي، حيث يختلف التركيب التشريحي للجفن السفلي خاصة في كيفية تراكم الدهون ونمط تهدل الجلد وتوزيع العضلات والأعصاب تحت العين. يقوم الطبيب أولا بعمل الرسوم التوضيحية لأكياس الدهون وموضع نهاية الرموش السفلية ومسافة تموضع هذه الدهون من الرموش. عادة تتم العملية عن طريق 3 تقنيات جراحية وهي الفتح عن طريق الغطاء المخاطي للجفن وسديلة الجلد العضلية وسديلة الجلد. لكل غالبية الأطباء يفضلون الطريقة التقليدية الخاصة عبر الغشاء المخاطي للجفن لأنها تعطي نتائج رائعة في أكثر من 90% من المرضى.
هذه الطريقة الآمنة تعتمد على تقليل مساحة الفتح وكذلك تجعل فرص حدوث مشاكل مثل انقلاب الجفن وسوء تموضعه أقل بكثير من التقنيات الأخرى. أولا يجب انتقاء المريض المناسب لهذه التقنية بعناية، ويكون المرضى المناسبين لهذه التقنية هم:
- كبار السن ممن لديهم كميات كبيرة من الدهون والانتفاخات أسفل العين والجلد المتهدل هم المرضى المناسبين لهذه التقنية.
- أيضا يمكن تنفيذ هذه التقنية للمرضى صغار السن على شرط وجود انتفاخات وراثية وتهدل قديم في منطقة الجفن السفلي.
- هذه التقنية تعتبر مثالية للمرضى الذين لا يريدون عمل جرح واضح في الجفن وإخفاء اثار العملية.
- المرضى الذين يعانون من تجدر الجلد وهي حالة تزيد فيها الجروح وتصبح واضحة بعد الالتئام.
- الأشخاص الذين لديهم بشرة غامقة ومن يعانون من احتمالية زيادة صبغة الجلد في مناطق العمليات الجراحية.
لاحظ كثير من أخصائي التجميل ندرة حدوث المشاكل المصاحبة لعملية شد الجلد السفلي عند اتباع هذه التقنية على المدى القريب والطويل بالمقارنة بتقنية سديلة الجلد العضلية وسديلة الجلد. بعض الأطباء يفضل دمج عملية شد الجفن السفلي بتقنية الغطاء المخاطي مع بعض وسائل إزالة الجلد الزائد بالطرق الجراحية أو شد الجفن بالليزر والذي سوف نقوم بتوفير شرح تفصيلي لوسائله وتقنياته.
التحضير لعملية شد الجفن السفلي
يجلس المريض في وضعية عمودية مع النظر للأعلى للكشف عن أكياس الدهون المفترض التعامل معها. يقوم الطبيب بعد ذلك بعمل الخطوط التوضيحية وتحديد موضع هذه الأكياس الدهنية ومساحات الجلد المتهدل بواسطة قلم جراحي رفيع حتى يكون التحديد أكثر دقة. بعد ذلك يتم وضع المريض في وضعية أفقية للبدء في أولى خطوات العملية. يضع الطبيب قطرتين من محلول تتراكائين هيدرو كلوريد بتركيز 0.5% في المنطقة الداخلية السفلى من العين وهو محلول مخدر موضعي لا يسبب الحساسية. يكون هذا التقطير قبل حقن المخدر الموضعي حتى يساعد في تقليل الشعور بالألم. كذلك قبل التخدير الموضعي يقوم الطبيب بحقن بعض المسكنات والمهدئات عن طريق الحقن الوريدي مكونة من ميدازولام وميبيريدين هيدرو كلوريد على هيئة ديميرول مع 10 ملجم من ديكساميثازون لتقليل الاستسقاء بعد العملية.
للبدء في كافة إجراءات عملية شد الجفن إتصل بمركز تركي ويز ليحدد لك فريقنا الطبي تفاصيل التعامل مع حالتك .. إستشارتك الأولى مجانية فتواصل معنا الآن .
يكون المخدر الموضعي على هيئة خليط مكون من كميات متساوية من 0.25% بوبيفاكائين و1% ليدوكائين مع 1:1000 إيبينرفين المذاب في محلول بيكربونات الصوديوم ثم يحقن في الغشاء المخاطي للجفن السفلي بواسطة إبرة رفيعة. يتم إدخال الإبرة في الغشاء المخاطي حتى تصل إلى الانتفاخ الذي يسبق حافة عظام تجويف العين من الناحية السفلية. يقوم الطبيب بحقن المحلول المخدر ببطء أثناء سحب الإبرة. يحقن المخدر الموضعي في أجزاء متعددة من الجفن السفلي بحيث ينتشر المحلول في أسفل ووسط وأعلى الجفن حتى يحصل المريض على التخدير الكامل أثناء العملية.
إجراء الفتح الجراحي
بعد الانتظار لفترة 10 دقائق كاملة حتى يحدث التخدير الكامل لمنطقة الجفن بواسطة المخدر الموضعي، يقوم الطبيب بالإمساك بالجفن بواسطة خطافين طويلين وتثبيت الجفن العلوي لضمان عدم حركته أثناء الإجراء الجراحي. يقوم الطبيب بعمل الشق الجراحي بواسطة مشرط دقيق 2مم أسفل الحافة السفلية لعظام تجويف العين. أثناء عمل الشق الجراحي تكون هذه الحافة رمادية اللون وبالتالي يكون من السهل تحديد موضعها بشكل آمن. عادة يكون الجرح على مسافة 4-5مم من الطرف الجانبي لموق العين.
مباشرة بعد إجراء الفتح الجراحي لغشاء الجفن، يتم عمل غرزة بجوار قبو الجفن والذي يكون على شكل دائري، وذلك من أجل التثبيت. بعد ذلك يتم إزالة الخطافين المخصصين للشد وإرخاء الجفن العلوي والسفلي حتى تتضح ملامح الأكياس الدهنية الواجب التعامل معها. أحد مميزات هذه التقنية أنها تحافظ على عدم التصاق القزحية بسبب الإجراء الجراحي الواقع في الغشاء المخاطي للجفن.
إزالة الدهون من الجفن السفلي
إذا كان مخطط العملية يتطلب إزالة بعض الأكياس الدهنية من الجفن، يكون من المفترض إجراء بعض الشقوق البسيطة داخل الغشاء المخاطي للجفن حتى يتثنى للجراح إزالة هذه الأكياس. يجب أيضا أن يتم تخدير هذه الأكياس الدهنية بكمية إضافية من المخدر الموضع لتفادي شعور المريض بالألم اثناء سحب الدهون. لا يتم سحب هذه الدهون بصورة عشوائية لأن أي عملية إزالة بشكل جائر ستضر بالشكل الخارجي للجفن وملمس الجلد مما قد يشوه الجلد ويجعل تجاعيد دائمة تظهر على السطح.
تكون عملية إزالة الدهون بواسطة ملقط جراحي صغير بعد شد طرف الجلد من ناحية الرموش بواسطة خطاف جراحي. تقف العضلة الدائرية حاجز بين الدهون الوسطى والمركزية بحيث يجب تحديد موضع هذه العضلة مسبقا قبل التعامل مع أي من هذه الأكياس الدهنية. أما الأكياس الجانبية التي تحدد شكل الوجنين من ناحية موق العين، فيجب توخي الذر عند سحب الدهون به، لأنها ربما تشوه مظهر العين عند تلاقي الجفن السفلي مع الوجنة. يقوم الطبيب بسحب الأكياس الوسطى أولا بشكل بالغ الدقة ثم يفحص الشكل الخارجي للجفن، إذا تطلب الأمر إزالة بعض الدهون من المنطقة الجانبية يجب أن تكون تدريجيا. هذا السحب التدريجي يوفر للطبيب مساحة من التقييم الجمالي لمظهر الجفن قبل إزالة أجزاء أساسية من دهون الجفن.
بعد كل سحبة يتم التعامل مع النزيف بواسطة الملقط الموقف لنزيف حتى لا يحدث ارتشاح دموي أو مخاطي أسفل الغشاء. في المرضى كبار السن الذين لديهم جلد زائد يتطلب الإزالة يمكن إضافة تقنية التقشير الكيميائي أو إحكام الجلد حتى تتضح النتائج التجميلية أكثر. يتم رفع الجلد الزائد بواسطة ملقط جراحي صغير بمقياس 2-3مم أو بواسطة ملقط براون-أديسون قبل إزالة الجلد. يستخدم الجراح مقص حاد مع مراعاة عدم التعرض للرموش السفلية. بعد ذلك يتم ضم طرفي الجلد بعد القص وعمل غرز جراحية على حسب مساحة الجلد المزال مع الأخذ في الاعتبار عدم ترك أي مسافات بينية.
يقوم الطبيب بعد إتمام قفل الجرح والتأكد من عدم وجود أي نزيف داخل الجفن بتحري مظهر الجفن من الخارج، وذلك للتأكد من أن العملية قد تمت على وجه دقيق دون العبث بأي دهون أساسية. هذه الدهون الأساسية من شأنها أن تحدد شكل الجفن الخارجي وطريقة تسطح الجلد بالتساوي مع باقي جلد الوجنتين والوجه بشكل عام. إذا لاحظ الطبيب وجود بعض التجاعيد التي طرأت بعد العملية في الجلد، فيمكن أن يدمج بعض الطرق غير الجراحية مع العملية لتنفيذ الشد المطلوب دون المساس بنطاق العملية.
يجب أن يعلم المريض أن النتائج الفورية للعملية مضمونة ولكن هناك بعض النتائج التي تتضح ملامحها على المدى الطويل بعد تنفيذ العملية بفترة وجيزة. خلال بضعة أيام بعد العملية يحصل الجفن على الراحة المطلوبة لانتشار الدهون الباقية بداخله وتتوسع لإضفاء المظهر الجمالي المتوقع.
الشكل 1: قياس اضطراب الجفن عن طريق الإمساك بطرفي الجفن لأسفل وهي طريقة يتم اتباعها لتحديد مدى مرونة الجلد وكميات الدهون المتراكمة أسفله. تعتبر هذه الطريقة هي الخطوة الأولى قبل النظر في عملية شد الجفن السفلي وقبل تحديد نوع التقنية المتبعة في الإجراء الجراحي.
الشكل 2: طريقة قياس مجال حركو الجفن السفلي عن طريق الشد وإظهار باطن الجفن، وهو مقياس يحدد أيضا مدى ثبات الجفن على العين ومجال طرف موق العين.
الشكل 3: استخدام الخطاف الجراحي لشد طرف الجفن من ناحية الرموش السفلية واستخدام الإبرة ذات الطرف المدبب وهي أولى خطوات إجراء الفتح الجراحي. يقوم الطبيب في هذه الخطوة بإدخال الإبرة المدببة في الغشاء المخاطي للجفن وتحديد المسافة المتاحة وصولا إلى عظام تجويف العين.
الشكل 4: عملية إجراء الغرزة الجراحية المراد منها تثبيت الجفن ومنعه من الحركة أثنا عمل الفتح الجراحي، ويستخدم الطبيب في هذه الخطوة أداة رفيعة ذات طرف قطني لفرد موضع إجراء الفتح الجراحي عن طريق توسع الجفن بواسطة خطافي الشد.
الشكل 5: استخدام أداة الشد المعدنية لكشف الغشاء المخاطي الداخلي للجفن أثناء إجراء الفتح الجراحي.
الشكل 6: بعد إجراء الشد بواسطة الأداة المعدنية، تنكشف الدهون الداخلية في الجفن السفلي مما يتيح للجراح تحديد كيفية توزيعها وقابلية هذه الدهون للإزالة وارتباطها بعضلة العين الدائرة التي تفصل بين الدهون الوسطى والدهون المركزية. بناء على هذا التقييم العملي يقوم الجراح باستئصال الدهون من الوسط أو من جانبي الجفن على حسب المظهر الجمالي المفترض وبناء على مساحة الجلد المتوفرة.
الشكل 7: يوضح هذا الشكل كيفية إزالة دهون المنطقة الوسطى من خلال الأكياس الدهنية الواضحة بواسطة الملقط الجراحي الدقيق دون تعرض الدهون الجانبية للاستئصال.
الشكل 8: طريقة الإمساك بالجلد الزائد في الجفن السفلي لتحديد كمية الأنسجة المراد استئصالها وهي خطوة تتم قبل رسم خطوط تحديد الجلد الذي سيتم إزالته.
الشكل 9: إزالة الجلد الزائد بواسطة ملقط جراحي بعد تحديد النطاق المستهدف بالمشرط.
تاريخ العملية ومدى تطورها
يرجع تاريخ عملية شد الجفون لأكثر من 2000 عام مضت عندما وصف الجراح الهندي ساسروتا العملية البدائية في كتابه “جامع معرف ساسروتا” والذي يقدم فيه وصف للأدوات الجراحية وأكثر من 300 عملية وتصنيفاتها. ثم قام العلماء العرب في القرن العاشر الميلادي بإجراء كوي أنسجة الجفن بطرق جراحة آمنة لإضفاء مظهر أكثر شباب على مناطق الجفن العلوي والسفلي التي تعاني من انتفاخات وتهدل الأنسجة.
في أوائل القرن 19، وصف العديد من الأطباء كيفية استئصال الجلد الزائد في منطقة الجفون وفي عام 1818 قام فون جرافي بصياغة التعبير اللغوي الخاص بعملية شد الجفون Blepharoplasty. بناء على جميع الإسهامات السابقة قام كوستا نيريس بوضع الوصف التفصيلي لتشريح دهون الجفن الداخلية وكيفية تراكمها وهو ما يعتبر عملية شد الجفن الحديثة. وقد قام سير أرتشيبالد ماكلندو بإجراء أول عملية لإزالة دهون الجفن باستخدام تقنية سديلة الجلد العضلية وهو من معاصري كوستا نيريس. لاقت هذه التقنية شهرة واسعة نظرا لقدرتها على فصل الدهون بطريقة آمنة.
في سبعينات القرن العشرين، حدد “فيورناس” الخواص المؤدية لظهور عوامل التقدم في السن في الجفن السفلي، مع شرح دور عضلة العين الدائرية في هذه العملية. بينما كانت التقنيات السابقة تركز على دور هذه الدهون في إخفاء المظهر الجمالي للجفن مما يؤثر على شباب الوجه، قام “لويب” بتفسير دور الدهون والحفاظ عليها أو نقلها وليس فقط استئصالها من منطقة الجفن.
التزايد المستمر في شهرة عمليات التجميل الجراحية والإجراءات غير الجراحية المصاحبة له أدى إلى تغير في مناهج وطرق تنفيذ هذه العمليات في تسعينات القرن الماضي. بدأ الجراحون في استخدام تقنيات الليزر وإعادة هيكلة البشرة بالطرق الكيميائية إلى جانب هذه العمليات التجميلية الخاصة بشد الجفن السفلي بما في ذلك كفاءة العملية والمشكلات المصاحبة لها. كشفت هذه الدراسات عن بعض التبعات السيئة للتقنيات الكلاسيكية بما في ذلك دور الأعصاب وكيف كانت هذه العمليات القديمة تضر بأعصاب العين والجفن. أظهرت هذه الدراسات أن التعرض لشد عنيف لجلد الجفن بالطرق التقليدية ربما يؤدي إلى قطع أعصاب الوجه وزيادة انتشار الأمراض في منطقة الوجه والوجنتين بشكل خاص مثل سوء تموضع وانقلاب الجفن.
في السنوات الأخيرة، تم دمج العديد من تقنيات عمليات تجميل الجفن السفلي للوصول لتقنية حديثة أكثر أمانا وفعالية من التقنيات السابقة. حيث قام الأطباء بدمج تقنية إزالة الدهون والجلد من منطقة الجفن مع تقنيات الحفاظ على هذه الدهون حتى لا يتضرر الجفن والمناطق المحيطة به مع مرور الوقت. هذه التقنية قامت بدمج طريقة إزالة الجلد الزائد والدهون مع تقنية الترابط بين الجفن والوجنتين مع تفادي التعرض لأعصاب الوجه وعضلة العين الدائرية. بمعنى أخر، أصبحت العملية تعتمد على استئصال كمية من الدهون والجلد دون إزالة كامل عضلة العين الدائرية والأعصاب المتواجدة في منطقة الجراحة بما يتناسب مع الإبقاء على وضعية الجفن الأصلية وعدم الإضرار بجهاز رؤية العين.
بالإضافة لذلك، قام الأطباء باستخدام حقن الدهون الذاتي أو الهيالورونيك فيلر لاستعادة الحجم في المناطق التي ربما تقبل هذه الإضافة في الحالات الصعبة التي لا تقبل التعديل. كذلك قام الأطباء بتحري مدى تعرض رؤية العين للضرر وموت الأنسجة وتشوه الخطوط المحددة للوجه وغيرها من مشكلات العملية التي كانت موجودة في التقنيات السابقة وكيفية تفاديها في التقنية الحديثة.